[center]صيام البطريق
[color=green]
إن طيور البطريق من الطيور المغرمة بسكن المناطق الباردة؛ حيث تستهويها الحياة بين الثلوج، فيوجد من هذه الطيور نحو 17 نوعًا في العالم، ويعيش نوع واحد منها فقط في المناطق القطبية الشمالية، بينما تنتشر الأنواع الباقية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية موزَّعة في البحار الممتدة بين جنوب أستراليا وأفريقيا وأمريكا.
وتختلف هذه الأنواع اختلافات بيِّنة في سلوكها نحو وضع البيض وتفريخه، فأنواع المنطقة الجنوبية تقضي بها فصل الشتاء. وعند حلول الربيع تعود هذه الطيور قافلة إلى وطنها في الشمال، قاطعة مئات الأميال حتى تصل إلى بقعة الإِنْسال والتكاثر، وما إن ينتهي بها المطاف، وتلقي عصا التَّسيار، حتى تخرج إلى اليابس لتبني أعشاشها من قطع الصخور، وبعد نحو ثلاثة أسابيع من وصولها تكون قد هيأت الأعشاش وأتمت التكاثر، فتضع الأنثى بيضتين ذواتي لون أبيض مشوب بالزرقة، فيتولى الذكر مهمة حضانة البيض بدلاً من الأنثى التي تكون مشغولة بالبحث عن الطعام في مياه البحار العميقة، في حين يظل الذكر صائمًا لمدة أسبوعين حتى تخرج الصغار، وعندئذ ينطلق الذكر إلى البحر فيشق ريقه على بعض مائه، وعلى ما يجود الله به له من غذاء فيتناوله بسعادة، في حين ترجع الأنثى فتغذِّي تلك الصغار النضرة.
وأما نوع البطريق المعروف باسم الإمبراطور، فإنه لا يبني أعشاشًا؛ فهو على عكس الأنواع الأخرى، فهو يقضي فترة الشتاء في المناطق المتجمدة الشمالية، وهناك يضع بيضه في تلك البيئة الجليدية؛ فتضع الأنثى بيضها، لا على الثلج، ولكن على قدميها الخلفيتين، وقد يتناوب معها الذكر في بعض الأحيان، وتستمر على هذا الوضع صائمة طيلة فصل الشتاء.
وعندما يحل الربيع وتذوب الثلوج؛ فإن البيض يفقس عن هذه الصغار.
والسر في هذا الصيام القاسي هو احتياج البيض إلى الحضانة على هذه الدرجة المنخفضة من الحرارة. ثم إن الطيور الصغار إذا بلغت حدَّ كمال نموها فإنها تصوم عن الطعام، فلا تقربه حتى يسقط عنها الزغب الذي يشبه الشعر اللبني في الثدييات، ويكتسي جسمها بالريش؛ فتنزل الماء، وتعلن نهاية هذا الصوم بتناول الطعام والشراب.
أما الطيور الكبار فإنها تصوم هي الأخرى عن الطعام مرة ثانية فترة تكفي لتبديل ريشها القديم بريش آخر زاهٍ نضير؛ فتعود إلى البحر سعيدة مسرورة، وكأنها تقلد الآدميين حينما يلبسون الملابس الجديدة عند حلول أعيادهم المرتبطة بالصيام، أو كأن الآدميين يقلدون هذه المخلوقات، وإن شئنا الدقَّة فلنقل: "إنها سُنَّةٌ سارية في خلق الله".
(ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم).
[color=green]
إن طيور البطريق من الطيور المغرمة بسكن المناطق الباردة؛ حيث تستهويها الحياة بين الثلوج، فيوجد من هذه الطيور نحو 17 نوعًا في العالم، ويعيش نوع واحد منها فقط في المناطق القطبية الشمالية، بينما تنتشر الأنواع الباقية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية موزَّعة في البحار الممتدة بين جنوب أستراليا وأفريقيا وأمريكا.
وتختلف هذه الأنواع اختلافات بيِّنة في سلوكها نحو وضع البيض وتفريخه، فأنواع المنطقة الجنوبية تقضي بها فصل الشتاء. وعند حلول الربيع تعود هذه الطيور قافلة إلى وطنها في الشمال، قاطعة مئات الأميال حتى تصل إلى بقعة الإِنْسال والتكاثر، وما إن ينتهي بها المطاف، وتلقي عصا التَّسيار، حتى تخرج إلى اليابس لتبني أعشاشها من قطع الصخور، وبعد نحو ثلاثة أسابيع من وصولها تكون قد هيأت الأعشاش وأتمت التكاثر، فتضع الأنثى بيضتين ذواتي لون أبيض مشوب بالزرقة، فيتولى الذكر مهمة حضانة البيض بدلاً من الأنثى التي تكون مشغولة بالبحث عن الطعام في مياه البحار العميقة، في حين يظل الذكر صائمًا لمدة أسبوعين حتى تخرج الصغار، وعندئذ ينطلق الذكر إلى البحر فيشق ريقه على بعض مائه، وعلى ما يجود الله به له من غذاء فيتناوله بسعادة، في حين ترجع الأنثى فتغذِّي تلك الصغار النضرة.
وأما نوع البطريق المعروف باسم الإمبراطور، فإنه لا يبني أعشاشًا؛ فهو على عكس الأنواع الأخرى، فهو يقضي فترة الشتاء في المناطق المتجمدة الشمالية، وهناك يضع بيضه في تلك البيئة الجليدية؛ فتضع الأنثى بيضها، لا على الثلج، ولكن على قدميها الخلفيتين، وقد يتناوب معها الذكر في بعض الأحيان، وتستمر على هذا الوضع صائمة طيلة فصل الشتاء.
وعندما يحل الربيع وتذوب الثلوج؛ فإن البيض يفقس عن هذه الصغار.
والسر في هذا الصيام القاسي هو احتياج البيض إلى الحضانة على هذه الدرجة المنخفضة من الحرارة. ثم إن الطيور الصغار إذا بلغت حدَّ كمال نموها فإنها تصوم عن الطعام، فلا تقربه حتى يسقط عنها الزغب الذي يشبه الشعر اللبني في الثدييات، ويكتسي جسمها بالريش؛ فتنزل الماء، وتعلن نهاية هذا الصوم بتناول الطعام والشراب.
أما الطيور الكبار فإنها تصوم هي الأخرى عن الطعام مرة ثانية فترة تكفي لتبديل ريشها القديم بريش آخر زاهٍ نضير؛ فتعود إلى البحر سعيدة مسرورة، وكأنها تقلد الآدميين حينما يلبسون الملابس الجديدة عند حلول أعيادهم المرتبطة بالصيام، أو كأن الآدميين يقلدون هذه المخلوقات، وإن شئنا الدقَّة فلنقل: "إنها سُنَّةٌ سارية في خلق الله".
(ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم).
عدل سابقا من قبل النصري في الخميس سبتمبر 04, 2008 5:47 pm عدل 2 مرات