[ :o ولادته ونشأته :
وُلد إيليا ضاهر أبو ماضي في قرية المحيدثة ببكفيا في قضاء المتن الشمالي بلبنان ، وهي إحدى القرى الهادئة الوادعة المعلقة بأقدام الجبل ، تحيط بها أشجار الحور والصفصاف من كل جانب ، وتملأ جنباتها الحقول والكروم الحبلي بأطيب الثمار ، وتختلط فيها زغردة الطيور بأنّة الناي المبحوح ، وتنتشر فيها الرياض الغنّاء المخضوضرة والمياه العذبة الرقراقة ، وتكثر فيها زراعة التوت وصناعة الحرير .
في هذه الطبيعة الخلابة الساحرة فتح إيليا أبو ماضي عينيه الصغيرتين على الحياة ومن يُراجع أقوال الذين كتبوا سيرته يجد بعض الاختلاف ي تحديدهم سنة ولادته ، فمجلة (السائح) المهجرية تجعلها سنة 1889م ، وجورج صيدح في كتابه (أدبنا وأدباؤنا في المهجر) يجعلها سنة 1891م ، وإذا صح أنه هاجر إلى مصر سنة 1902م فإنه عمره وقتها حسب الرأي الأول يكون ثلاثة عشر سنة وحسب الرأي الثاني إحدى عشرة سنة ، والأغلب أن الرأي الأول هو الأكثر صوابا .
دخل إيليا أبو ماضي مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة ، وبين صفوفها أخذ يفك لغز الحرف وطلسم الكلمة من دون أن يعرف هو أو والده أو أقرباؤه أو أترابه أنه سيصير بعد حين شاعرا كبيرا تنطلق من حنجرته وقلمه أجمل القصائد الشعرية .
وقد نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة ، ويقول كاتبو سيرته أنه كان يقطع مسافة ميلين سيرا على الأقدام حين كان في السابعة من عمره ليسترق العلم من مدرسة يديرها العلاّمة الشيخ إبراهيم المنذر ، فيقف أمام نافذتها يُصغي إلى شرح الدروس ، وحين لمس المعلم شدة رغبته في طلب العلم دعاه إلى دخول الصف بدون مقابل .
تعلم أبو ماضي في قريته أصول الكتابة والقراءة باللغة العربية ولما ضاقت به سُبل العيش وجد أن لا مناص له من السفر فحزم أمتعته وقرر الرحيل .
[right][center]
وُلد إيليا ضاهر أبو ماضي في قرية المحيدثة ببكفيا في قضاء المتن الشمالي بلبنان ، وهي إحدى القرى الهادئة الوادعة المعلقة بأقدام الجبل ، تحيط بها أشجار الحور والصفصاف من كل جانب ، وتملأ جنباتها الحقول والكروم الحبلي بأطيب الثمار ، وتختلط فيها زغردة الطيور بأنّة الناي المبحوح ، وتنتشر فيها الرياض الغنّاء المخضوضرة والمياه العذبة الرقراقة ، وتكثر فيها زراعة التوت وصناعة الحرير .
في هذه الطبيعة الخلابة الساحرة فتح إيليا أبو ماضي عينيه الصغيرتين على الحياة ومن يُراجع أقوال الذين كتبوا سيرته يجد بعض الاختلاف ي تحديدهم سنة ولادته ، فمجلة (السائح) المهجرية تجعلها سنة 1889م ، وجورج صيدح في كتابه (أدبنا وأدباؤنا في المهجر) يجعلها سنة 1891م ، وإذا صح أنه هاجر إلى مصر سنة 1902م فإنه عمره وقتها حسب الرأي الأول يكون ثلاثة عشر سنة وحسب الرأي الثاني إحدى عشرة سنة ، والأغلب أن الرأي الأول هو الأكثر صوابا .
دخل إيليا أبو ماضي مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة ، وبين صفوفها أخذ يفك لغز الحرف وطلسم الكلمة من دون أن يعرف هو أو والده أو أقرباؤه أو أترابه أنه سيصير بعد حين شاعرا كبيرا تنطلق من حنجرته وقلمه أجمل القصائد الشعرية .
وقد نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة ، ويقول كاتبو سيرته أنه كان يقطع مسافة ميلين سيرا على الأقدام حين كان في السابعة من عمره ليسترق العلم من مدرسة يديرها العلاّمة الشيخ إبراهيم المنذر ، فيقف أمام نافذتها يُصغي إلى شرح الدروس ، وحين لمس المعلم شدة رغبته في طلب العلم دعاه إلى دخول الصف بدون مقابل .
تعلم أبو ماضي في قريته أصول الكتابة والقراءة باللغة العربية ولما ضاقت به سُبل العيش وجد أن لا مناص له من السفر فحزم أمتعته وقرر الرحيل .
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدَّ الكرامَ المحسنين وقِسهمُ
بهما تجد هذين منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدَّ الكرامَ المحسنين وقِسهمُ
بهما تجد هذين منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى