أَنواع القراءة ثلاثة: التَّحقِيقُ، والحَدْرُ ، والتَّوَسُّطُ.
أَما التَّحْقيق: فأَصله المبالغة في الإِتيان بالشيءِ حتى تبلغ اليقين في معناه وتُؤدِّيَه على حقه من غير زيادة ولا نقصان، والمُراد به في التجويد: التَّأَنَي في القراءة بإِشباع المَدَّات ، وتَوْفِيَةِ الغُنَّات ، وتحقيق الهمزات، وإِتمام الحركات، وتبيين الحروف، وتحقيق مخارجها، كل ذلك بتأَنٍّ وَتمهُّلٍ، والتحقيق وغيرهُ من أَنواع القراءة يتعلق بمقدار السرعة فيها ليس غير..
وإِلا فتحقيق كلِّ ما ذُكِر مطلوبٌ في كل نوعٍ إِلا أَنَّ مِعْيَارَها في التحقيق أَكثرُ بُطْئاً وأَقلّ سرعةً ولذلك لا يكون معه في الغالب قَصْرٌ ولا اختلاسٌ ولا إِسكانٌ لمُتَحرِّكٍ ولا إِدغامٌ له، وهو مناسبٌ لرياضةِ اللسان عند المبتدئِينَ ويساعد على التدبُّر والتفكُّر في الآيات ، وبه وردت الرواية عن حفص ٍ، وأَكثر من يبالغ فيه من القراءِ حمزة.
والتحقيق هو قراءةُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن أُم سلمة رضى اللّه عنها أَنها سُئِلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإِذا هي تَنْعَتُ قراءةً مُفسَّرةً حَرْفاً حَرْفا [1]، ومثله ما رُوي عن عائشة رضي اللّه عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَقْرَأُ السورةَ حتى تكون أَطولَ من أطول منها. وكانت هذه القراءة مُفضَّلةً عند الصحابة رضوان اللّه تعالى عليهم أَجمعين. قال ابن مسعود: لا تَهذُّ وه
هَذَّ الشعر ولا تنثروه نَثْر الدَّقَل وقفوا عند عجائبه وحَرِّكُوا به القلوبَ ولا يكون هَمُّ أَحدِكم آخرَ السورة.
وأَما الحَدْرُ: فأَصله الإسراع والهبوط، والمراد به إدراج القراءة والإسراع بها وذلك بتخفيف مقادير الأحكام، بالقَصْر والاخْتِلاَسِ والتَّسْكِينِ وتخفيفِ الهمز.. ونحو ذلك مما يصح في التجويد القراءة به..
وأَما التَّوَسُّطُ: وُيسمَّى التَّدْوِير، فهو مرتبةٌ بين التحقيق والحذر، أَي بين الإسراع والبُطْءِ في القراءة، وهو المُخْتَار عند أَكثر أَهل الأداءِ.
وقد اختلفوا في الحَدْر والتحقيق أَيهما أَفضل فقال بعضهم: التحقيق أَفضل لأَنه يساعد على فهمٍ المعاني وتدبُّرِ القرآن وذلك هو المقصود من القراَة قال تعالى: {وَقُرْءَاناَ فَرَقْنهُ لِتَقْرأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ .. }.
وقال: { كِتابٌ أَنْزَلْنَهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيتِهِ وَلِيَتَذَكَّرُ أُولُوا اْلألْبابِ}.
وقال آخرون: الحَدْر أَفضل لأنه به يتمكن القارئ من الإِكثار من كميةِ المقروءِ من الآيات ، وقد صحَّ الخبرُ بأَنَّ كلَّ حرفٍ منه بحسنةٍ والحسنةُ بعشرِ أَمثالِهَا [2]
ومن أَحسن ما قِيل في بيان الفرق بين القراءَتين كلامُ الحافظ ابن القيم رحمه اللّه ونصه: الصواب في المسأَلة أَنْ يُقال إِنَّ ثوابَ قراءة الترتيل والتدبُّر أَجَلُّ وأَرْفَعُ قَدْراً، وثوابُ كثرةِ القراءةِ أَكثر عدداً، فالأول كمن تَصدَّق بجوهرةٍ عظيمةٍ أَو أَعتق عبداً قيمته نفيسة جداً، والثاني كمن تصدق بعددٍ كثيرٍ من الدراهم أَو أَعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة[3].
باب فرش الحروف:
" لا يسْتحْيِ " بالبقرة والأَحزاب: قرأَها حفصٌ بإِسكان الحاءِ وبياءَين الأُولى منهما مكسورة، والثانية ساكنة ممدودة.
" أَنَا أُحْييِ " ومثله " أَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ " و" إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ " و" إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ.. ": لفظ " أَنَا " إِذا وقع بعده همزة سواءً كانت مضمومةً أَو مفتوحةً أَو مكسورةً تُقرأُ بحذفِ الألفِ وَصْلا وإِثباتِهَا وَقْفاً.
" مَجْريها " بهود: بإِمالة الألف بعد الراءِ ولم يقع لحفصٍ إِمالةٌ غيرها.
" وَلَيَكونَاً " بيوسف، ومثله " لَنَسْفَعَاً " بالعلق، و" إِذاً ": كلها تُقرأً بالنون وَصْلاً وبالألف وَقْفاً.
" لَكِنَّا هُوَ اللُّه " بالكهف: بنونٍ واحدةٍ مُشَدَّدةٍ من غير هَمْزٍ مع حذف الألف التي بعد النون وَصْلاً وإِثباتِهَا وَقْفاً.
" ضَعْفٍ " في الموضعين بالروم، ومثله " ضُعْفاً " في الروم أَيضا: قُرِىءَ بفتح الضاد وبضمها، ذكر الوجهين عن حفص أَبو عمرو الداني في التيسير والشاطبي في الحِرْز وغيرُهما.
" الظُّنُونَا " " الرَّسُولا " " السَّبيْلا " بالأحزاب: كلُّها بحذف الألف وَصْلاً وإِثباتِهَا وَقْفاً.
" بئْس الاسْمُ " بالحجرات: بإِسقاط الهمزة ونقل حركتها إِلى الصحيحَ الساكن قبلها وإِذا وقفْتَ على " بئْسَ " وبدأْتَ بقوله " الاسم " فلك البدءُ بهمزة الوصل مفتوحةً ولك الَبَدْءُ بحذفها وكلاهما مع كسر اللام.
" المُصَيْطِرُونَ " بالطور: اختُلِفَ فيه بين الصاد والسين وكذلك في "بِمُصيْطِر" بالغاشية.
" سَلاَسِلَ " بالدهر: بدون تنوينٍ في الوَصْل، وذُكِرَ الوجهان في الوقفِ: إِثباتُ الألف أَو حذفُها مع تسكينِ اللامِ، ذكَرَهُمَا الداني في تيسيره والشاطبي في حِرْزه.
" قَوَارِيرَ " في الموضعين بالدهر: بالنصب من غير تنوين وَصْلاً، ويُوقَفُ على الأَول منهما بالألف وعلى الآخر بالتسكين.
التكبير:
رُوِي التكبيرُ عن حفصٍ ، وَيَبْدأُ من آخر الضُّحَى إِلى سورة الناس ولك حينئذٍ بين كلِّ سورتين منها سبعةُ أَوجه:
1- الوقف على آخر السورة، وعلى التكبير، وعلى البسملة.
2- الوجه السابق مع وصل البسملة بأَول السورة.
3- الوقف على آخر السورة، ووصل التكبير بالبسملة، مع الوقف عليها.
4- الوجه السابق، مع وصل البسملة بأَول السورة.
5- وصل آخر السورة بالتكبير، مع الوقف عليه وعلى البسملة.
6- الوجه السابق، مع وصل البسملة بأَول السورة.
7- وصل الجميع.
انتهى
أَما التَّحْقيق: فأَصله المبالغة في الإِتيان بالشيءِ حتى تبلغ اليقين في معناه وتُؤدِّيَه على حقه من غير زيادة ولا نقصان، والمُراد به في التجويد: التَّأَنَي في القراءة بإِشباع المَدَّات ، وتَوْفِيَةِ الغُنَّات ، وتحقيق الهمزات، وإِتمام الحركات، وتبيين الحروف، وتحقيق مخارجها، كل ذلك بتأَنٍّ وَتمهُّلٍ، والتحقيق وغيرهُ من أَنواع القراءة يتعلق بمقدار السرعة فيها ليس غير..
وإِلا فتحقيق كلِّ ما ذُكِر مطلوبٌ في كل نوعٍ إِلا أَنَّ مِعْيَارَها في التحقيق أَكثرُ بُطْئاً وأَقلّ سرعةً ولذلك لا يكون معه في الغالب قَصْرٌ ولا اختلاسٌ ولا إِسكانٌ لمُتَحرِّكٍ ولا إِدغامٌ له، وهو مناسبٌ لرياضةِ اللسان عند المبتدئِينَ ويساعد على التدبُّر والتفكُّر في الآيات ، وبه وردت الرواية عن حفص ٍ، وأَكثر من يبالغ فيه من القراءِ حمزة.
والتحقيق هو قراءةُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن أُم سلمة رضى اللّه عنها أَنها سُئِلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإِذا هي تَنْعَتُ قراءةً مُفسَّرةً حَرْفاً حَرْفا [1]، ومثله ما رُوي عن عائشة رضي اللّه عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَقْرَأُ السورةَ حتى تكون أَطولَ من أطول منها. وكانت هذه القراءة مُفضَّلةً عند الصحابة رضوان اللّه تعالى عليهم أَجمعين. قال ابن مسعود: لا تَهذُّ وه
هَذَّ الشعر ولا تنثروه نَثْر الدَّقَل وقفوا عند عجائبه وحَرِّكُوا به القلوبَ ولا يكون هَمُّ أَحدِكم آخرَ السورة.
وأَما الحَدْرُ: فأَصله الإسراع والهبوط، والمراد به إدراج القراءة والإسراع بها وذلك بتخفيف مقادير الأحكام، بالقَصْر والاخْتِلاَسِ والتَّسْكِينِ وتخفيفِ الهمز.. ونحو ذلك مما يصح في التجويد القراءة به..
وأَما التَّوَسُّطُ: وُيسمَّى التَّدْوِير، فهو مرتبةٌ بين التحقيق والحذر، أَي بين الإسراع والبُطْءِ في القراءة، وهو المُخْتَار عند أَكثر أَهل الأداءِ.
وقد اختلفوا في الحَدْر والتحقيق أَيهما أَفضل فقال بعضهم: التحقيق أَفضل لأَنه يساعد على فهمٍ المعاني وتدبُّرِ القرآن وذلك هو المقصود من القراَة قال تعالى: {وَقُرْءَاناَ فَرَقْنهُ لِتَقْرأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ .. }.
وقال: { كِتابٌ أَنْزَلْنَهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيتِهِ وَلِيَتَذَكَّرُ أُولُوا اْلألْبابِ}.
وقال آخرون: الحَدْر أَفضل لأنه به يتمكن القارئ من الإِكثار من كميةِ المقروءِ من الآيات ، وقد صحَّ الخبرُ بأَنَّ كلَّ حرفٍ منه بحسنةٍ والحسنةُ بعشرِ أَمثالِهَا [2]
ومن أَحسن ما قِيل في بيان الفرق بين القراءَتين كلامُ الحافظ ابن القيم رحمه اللّه ونصه: الصواب في المسأَلة أَنْ يُقال إِنَّ ثوابَ قراءة الترتيل والتدبُّر أَجَلُّ وأَرْفَعُ قَدْراً، وثوابُ كثرةِ القراءةِ أَكثر عدداً، فالأول كمن تَصدَّق بجوهرةٍ عظيمةٍ أَو أَعتق عبداً قيمته نفيسة جداً، والثاني كمن تصدق بعددٍ كثيرٍ من الدراهم أَو أَعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة[3].
باب فرش الحروف:
" لا يسْتحْيِ " بالبقرة والأَحزاب: قرأَها حفصٌ بإِسكان الحاءِ وبياءَين الأُولى منهما مكسورة، والثانية ساكنة ممدودة.
" أَنَا أُحْييِ " ومثله " أَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ " و" إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ " و" إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ.. ": لفظ " أَنَا " إِذا وقع بعده همزة سواءً كانت مضمومةً أَو مفتوحةً أَو مكسورةً تُقرأُ بحذفِ الألفِ وَصْلا وإِثباتِهَا وَقْفاً.
" مَجْريها " بهود: بإِمالة الألف بعد الراءِ ولم يقع لحفصٍ إِمالةٌ غيرها.
" وَلَيَكونَاً " بيوسف، ومثله " لَنَسْفَعَاً " بالعلق، و" إِذاً ": كلها تُقرأً بالنون وَصْلاً وبالألف وَقْفاً.
" لَكِنَّا هُوَ اللُّه " بالكهف: بنونٍ واحدةٍ مُشَدَّدةٍ من غير هَمْزٍ مع حذف الألف التي بعد النون وَصْلاً وإِثباتِهَا وَقْفاً.
" ضَعْفٍ " في الموضعين بالروم، ومثله " ضُعْفاً " في الروم أَيضا: قُرِىءَ بفتح الضاد وبضمها، ذكر الوجهين عن حفص أَبو عمرو الداني في التيسير والشاطبي في الحِرْز وغيرُهما.
" الظُّنُونَا " " الرَّسُولا " " السَّبيْلا " بالأحزاب: كلُّها بحذف الألف وَصْلاً وإِثباتِهَا وَقْفاً.
" بئْس الاسْمُ " بالحجرات: بإِسقاط الهمزة ونقل حركتها إِلى الصحيحَ الساكن قبلها وإِذا وقفْتَ على " بئْسَ " وبدأْتَ بقوله " الاسم " فلك البدءُ بهمزة الوصل مفتوحةً ولك الَبَدْءُ بحذفها وكلاهما مع كسر اللام.
" المُصَيْطِرُونَ " بالطور: اختُلِفَ فيه بين الصاد والسين وكذلك في "بِمُصيْطِر" بالغاشية.
" سَلاَسِلَ " بالدهر: بدون تنوينٍ في الوَصْل، وذُكِرَ الوجهان في الوقفِ: إِثباتُ الألف أَو حذفُها مع تسكينِ اللامِ، ذكَرَهُمَا الداني في تيسيره والشاطبي في حِرْزه.
" قَوَارِيرَ " في الموضعين بالدهر: بالنصب من غير تنوين وَصْلاً، ويُوقَفُ على الأَول منهما بالألف وعلى الآخر بالتسكين.
التكبير:
رُوِي التكبيرُ عن حفصٍ ، وَيَبْدأُ من آخر الضُّحَى إِلى سورة الناس ولك حينئذٍ بين كلِّ سورتين منها سبعةُ أَوجه:
1- الوقف على آخر السورة، وعلى التكبير، وعلى البسملة.
2- الوجه السابق مع وصل البسملة بأَول السورة.
3- الوقف على آخر السورة، ووصل التكبير بالبسملة، مع الوقف عليها.
4- الوجه السابق، مع وصل البسملة بأَول السورة.
5- وصل آخر السورة بالتكبير، مع الوقف عليه وعلى البسملة.
6- الوجه السابق، مع وصل البسملة بأَول السورة.
7- وصل الجميع.
انتهى