عدنا والعود احمد مثنين على ربنا مصلين على نبينا محمد
صلى الله عليه وعلى اله وسلم
الحمدالله الذي وفقنا للقاء بكم من جديد
في هذه الساحة المنبرية الحوارية الطيبة
صلى الله عليه وعلى اله وسلم
الحمدالله الذي وفقنا للقاء بكم من جديد
في هذه الساحة المنبرية الحوارية الطيبة
[size=16]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائعة من الروائع التي قراتها
[لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب ُ, وكم ظلام أُسبل ستره وأنت فى عجائبُ ,
وكم أُسبغت عليك نعمه وأنت للمعاصى تواثبُ , وكم صحيفة قد ملأها بالذنوب الكاتبُ,
وكم يُنذرك سَلب رفيقك وأنت لاعبُ , يا من يأمن الإقامة قد زُمَّت الركائبُ,
[/size]وكم أُسبغت عليك نعمه وأنت للمعاصى تواثبُ , وكم صحيفة قد ملأها بالذنوب الكاتبُ,
وكم يُنذرك سَلب رفيقك وأنت لاعبُ , يا من يأمن الإقامة قد زُمَّت الركائبُ,
... أفق من سكرتك قبل حسرتك على المعايبُ
وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقاربُ , وانهض عن بساط الرقاد
وقل : أنا تائبُ , وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالبُ
فالسائقُ حثيث والحادى مُجدٌّ والموت طالبُ
[لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
********
قال ابن الجوزى _رحمه الله_
كأنك بالعمر قد انقرض , وهجم عليك المرض . وفات كلُّ مراد وغرض
, وإذا بالتلف قد عَرض أخَّاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
شَخُصَ البصر وسكن الصَّوت , ولم يمكن التدارك للفوت ,
ونزل بك ملك الموت , فسامت الروح وحاذى ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
عالجت أشد الشدائد , فيا عجبا مما تُكابد , كأنك قد سُقيت سُمَّ الأساود فقطَّع أفلاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
بلغت الروح إلى التراقى . لم تعرف الراقى من الساقى , ولم تدر عند الرحيل ما تلاقى,
عياذا بالله عياذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
ثم درجوك إلى الكفن وحملوك إلى بيت العفَن , على العيب القبيح والأفَن . وإذا الحبيب من التراب قد حَفَن , وصرت فى القبر جُذاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
وتسربت عنك الأقارب تسرى , تقدُّ فى مالك وتَقرِى , وغاية أمرهم أن تجرى دموعهم رذاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
قفلوا الأقفال وبضَّعوا البضاعة , ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة وبقيت هناك إلى أن تقوم الساعة , لا تجد زوراً ولا معاذا]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
ثم قمت من قبرك فقيرا , لا تملك من المال نقيرا , أصبحت بالذنوب عقيرا ,
فلو قدَّمت من الخير حقيرا صار ملجأ وملاذا ,]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
*********
[size=21][size=21][size=21]يا مشغولا بما لديه عما بين يديه[/size][/size][size=21]يامشغولاً بما لديه عما بين يديه , يا غافلا عن الموت وقد دنا إليه , يا ساعيا إلى ما يضيره بقدميه , يا مختار الأذى له من حالتيه , يأمن الدهر وقد رأى صرّفّيه , كم عاين ميتاً لو اعتبر بعينيه , إنما أغار على شبابه هاجمٌ على فَوديه , أينفعه يوم الرحيل دمع يملأ خيه؟ يامن يصير عن قليل إلى حُفرة , تنـبـه لنفسك من هذه السكرة , لو أنك تذكرت لحدك؟[/size]
أيها الضال عن طريق الهدى , أما تسمع صوت الحادي وقد حدا , من لك إذا ظهر الجزاء وبدا , وربما كان فيه أن تشقى أبدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) (1)
يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته , وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
ويحك إن الرقيب حاضر , يرعى عليك اللسان والناظر , وهو إلى جميع أفعالك ناظر , إنما الدنيا مراحل إلى المقابر , وسينقضي هذا المدى
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
مالي أراك في الذنوب تعجل , وإذا زجرت عنها لا تقبل , ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
سترحل عن دنياك فقيرا , لا تملك مما جمعت نقيرا , بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك بالموت قد قطع وبت , وبدد الشمل المجتمع وأشت , وأثر فيك الندم حينئذ وفت , انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك ببساط العمر قد انطوى , وبعود الصحة قد ذوى , وبسلك الإمهال قد قطع فهوى , اسمع يا من قتله الهوى وما ودى (2)
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
تالله ما تقال وما تعذر , فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر , كم وعظك أخذ غيرك وكم أعذر , ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
فبادر نفسك واحذر قبل الفوت , وأصخ للزواجر فقد رفعت الصوت , وتنبه فطال ما قد سهوت , اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
انهض إلى التقوى بقريحة وابك الذنوب بعين قريحة , وأزعج للجد أعضاءك المستريحة , تالله لئن لم تقبل هذه النصيبحة لتندمن غدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته