بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله
و صحبه و سلم ، أما بعد ...
صفة وضوء النبي
صلى الله عليه و سلم
أولا : النية ،فهي شرط لجميع الأعمال ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((إنما الأعمال بالنيات)) . أما ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة في أن الوضوء وسيلة، و الوسيلة لا يشترط لها النية هو قول مرجوح، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، و ما كان وسيلة لواجب فهو واجب، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
النية شرط لسائر الأعمال بها الصلاح و الفساد للعمل
ثانيا : البسملة ، لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول قبل الوضوء بسم الله ، و لقول النبي صلى الله عليه و سلم : كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر .
ثالثا : غسل اليدين ثلاثا ، لحديث حمران أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما توضأ لهم نحو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم أفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاثا ، و لحديث عمرو المازني عن أبيه أن عبد الله بن زيد لما توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه و سلم أكفأ على يديه من التور فغسلهما ثلاثا ، و التثليث استحبابا إلا أن يكون مستيقظ من نوم ليل فإنه يغسلهما ثلاثا وجوبا قبل أن يدخلهما في الإناء ، لقول النبي صلى الله عليه
و سلم: إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده.
رابعا : المضمضة و الاستنشاق و الاستنثار وجوبا ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث أبي هريرة : ((من توضأ فليستنشق))، و لحديث حمران أن عثمان رضي الله عنه تمضمض و استنشق و استنثر، وتفسير ذلك ما ورد أن عبد الله بن زيد تمضمض و استنشق و استنثر ثلاثا بثلاث غرفات
* المضمضة: إدارة الماء في الفم ، و إخراجه منه .
* الاستنشاق: إدخال الماء في الأنف بالنفس.
* الاستنثلر: إخراج الماء من الأنف بالنفس .
جاءت السنة بالمبالغة في الاستنشاق، لقول النبي صلى الله عليه
و سلم: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.
خامسا : غسل الوجه ، لقول الله تعالى : {يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} ، و لحديث حمران أن عثمان رضي الله عنه غسل وجهه ثلاثا في بيانه لصفة وضوء النبي صلى الله عليه و سلم. و حد الوجه من منابت الشعر إلى أسفل الذقن طولا، و من الأذن إلى الأذن عرضا.
اللحية لها حالتان: 1- إذا كانت خفيفة تمسح وجوبا مع الوجه.
2 – إذا كانت كثيفة تتخلل استحبابا.
سادسا : غسل اليدين إلى المرفقين ثلاثا ، لقوله تعالى : ( و أيديكم إلى المرافق ) ، و لحديث حمران أن عثمان بن عفان رضي الله عنه غسل يديه إلى المرافقين ثلاثا ، و في حديث المازني أن عبد الله بن زيد غسل يديه إلى المرفقين مرتين.
و هذا من باب التنويع .
و يكون الغسل من أطراف الأصابع حتى المرفقين و يدخلهما في الوضوء
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يبالغ في غسلهما حتى يشرع في العضد.
سابعا : مسح الرأس ، لقول الله تعالى ( و امسحوا برؤوسكم ) . قال العلماء الباء للإلصاق و الاستيعاب، و كيفية المسح يوضحها ما جاء أن عبد الله بن زيد مسح رأسه فأقبل بهما و أدبر ، و يفسر ذلك ما جاء في رواية، أنه بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ،
و السبب في أنه في الرواية الأولى قدم الإقبال على الإدبار أن هذه عادة العرب في كلامهم ، كما قال امرؤ القيس:
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
**مسألة: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( الأذنان من الرأس ))
حسنه ابن حجر و الألباني
و يكون مسحهما على الصفة التالية :
يدخل سباحتيه في أذنيه، دون أخذ ماء جديد، و يمسحهما من الخارج بإبهاميه مرة واحدة.
ثامنا : غسل الكعبين لقوله تعالى : { و أرجلكم إلى الكعبين }
يكون غسل الرجلين من أطراف الأصابع إلى الكعبين و هما العظمان الناتئان في أسفل الساق.
***فوائد جانبية :
من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده و رسوله دخل من أي أبواب الجنة شاء .
يشرع بعد الوضوء أن يصلي المسلم ركعتين ، وجاء في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه .
ظاهر الحديث السابق أن الذنوب تغفر كلها ، كبيرها و صغيرها ، ولكن جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينها ما لم تؤت الكبائر )) ،فإن كان كل هذا لا يكفر الكبائر، فكذلك الوضوء من باب أولى . والله أعلم .
لم يأت عثمان بن عفان رضي الله عنه بهذه الصفة من كيسه ، و إنما نقل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وصرح بذلك ليبين أنه متبع لا مبتدع .
هناك فرق بين: أ- عبد الله بن زيد بن عاصم راوي حديث الوضوء.
ب- عبد الله بن زيد بن عبد ربه راوي حديث الأذان.
في غسل جميع الأعضاء يؤخذ ماء جديد عدا الأذنين، فإنهما تمسحان من فضل الماء الذي مسح به الرأس.
تم بحمد الله
وصلى الله وسلم على خير عباد الله و على آله و صحبه ومن والاه .
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله
و صحبه و سلم ، أما بعد ...
صفة وضوء النبي
صلى الله عليه و سلم
أولا : النية ،فهي شرط لجميع الأعمال ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((إنما الأعمال بالنيات)) . أما ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة في أن الوضوء وسيلة، و الوسيلة لا يشترط لها النية هو قول مرجوح، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، و ما كان وسيلة لواجب فهو واجب، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
النية شرط لسائر الأعمال بها الصلاح و الفساد للعمل
ثانيا : البسملة ، لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول قبل الوضوء بسم الله ، و لقول النبي صلى الله عليه و سلم : كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر .
ثالثا : غسل اليدين ثلاثا ، لحديث حمران أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما توضأ لهم نحو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم أفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاثا ، و لحديث عمرو المازني عن أبيه أن عبد الله بن زيد لما توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه و سلم أكفأ على يديه من التور فغسلهما ثلاثا ، و التثليث استحبابا إلا أن يكون مستيقظ من نوم ليل فإنه يغسلهما ثلاثا وجوبا قبل أن يدخلهما في الإناء ، لقول النبي صلى الله عليه
و سلم: إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده.
رابعا : المضمضة و الاستنشاق و الاستنثار وجوبا ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث أبي هريرة : ((من توضأ فليستنشق))، و لحديث حمران أن عثمان رضي الله عنه تمضمض و استنشق و استنثر، وتفسير ذلك ما ورد أن عبد الله بن زيد تمضمض و استنشق و استنثر ثلاثا بثلاث غرفات
* المضمضة: إدارة الماء في الفم ، و إخراجه منه .
* الاستنشاق: إدخال الماء في الأنف بالنفس.
* الاستنثلر: إخراج الماء من الأنف بالنفس .
جاءت السنة بالمبالغة في الاستنشاق، لقول النبي صلى الله عليه
و سلم: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.
خامسا : غسل الوجه ، لقول الله تعالى : {يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} ، و لحديث حمران أن عثمان رضي الله عنه غسل وجهه ثلاثا في بيانه لصفة وضوء النبي صلى الله عليه و سلم. و حد الوجه من منابت الشعر إلى أسفل الذقن طولا، و من الأذن إلى الأذن عرضا.
اللحية لها حالتان: 1- إذا كانت خفيفة تمسح وجوبا مع الوجه.
2 – إذا كانت كثيفة تتخلل استحبابا.
سادسا : غسل اليدين إلى المرفقين ثلاثا ، لقوله تعالى : ( و أيديكم إلى المرافق ) ، و لحديث حمران أن عثمان بن عفان رضي الله عنه غسل يديه إلى المرافقين ثلاثا ، و في حديث المازني أن عبد الله بن زيد غسل يديه إلى المرفقين مرتين.
و هذا من باب التنويع .
و يكون الغسل من أطراف الأصابع حتى المرفقين و يدخلهما في الوضوء
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يبالغ في غسلهما حتى يشرع في العضد.
سابعا : مسح الرأس ، لقول الله تعالى ( و امسحوا برؤوسكم ) . قال العلماء الباء للإلصاق و الاستيعاب، و كيفية المسح يوضحها ما جاء أن عبد الله بن زيد مسح رأسه فأقبل بهما و أدبر ، و يفسر ذلك ما جاء في رواية، أنه بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ،
و السبب في أنه في الرواية الأولى قدم الإقبال على الإدبار أن هذه عادة العرب في كلامهم ، كما قال امرؤ القيس:
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
**مسألة: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( الأذنان من الرأس ))
حسنه ابن حجر و الألباني
و يكون مسحهما على الصفة التالية :
يدخل سباحتيه في أذنيه، دون أخذ ماء جديد، و يمسحهما من الخارج بإبهاميه مرة واحدة.
ثامنا : غسل الكعبين لقوله تعالى : { و أرجلكم إلى الكعبين }
يكون غسل الرجلين من أطراف الأصابع إلى الكعبين و هما العظمان الناتئان في أسفل الساق.
***فوائد جانبية :
من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده و رسوله دخل من أي أبواب الجنة شاء .
يشرع بعد الوضوء أن يصلي المسلم ركعتين ، وجاء في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه .
ظاهر الحديث السابق أن الذنوب تغفر كلها ، كبيرها و صغيرها ، ولكن جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينها ما لم تؤت الكبائر )) ،فإن كان كل هذا لا يكفر الكبائر، فكذلك الوضوء من باب أولى . والله أعلم .
لم يأت عثمان بن عفان رضي الله عنه بهذه الصفة من كيسه ، و إنما نقل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وصرح بذلك ليبين أنه متبع لا مبتدع .
هناك فرق بين: أ- عبد الله بن زيد بن عاصم راوي حديث الوضوء.
ب- عبد الله بن زيد بن عبد ربه راوي حديث الأذان.
في غسل جميع الأعضاء يؤخذ ماء جديد عدا الأذنين، فإنهما تمسحان من فضل الماء الذي مسح به الرأس.
تم بحمد الله
وصلى الله وسلم على خير عباد الله و على آله و صحبه ومن والاه .